يهدف نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية .إلى تنظيم العلاقات الأسرية وحماية حقوق جميع أفرادها، وذلك استنادًا إلى أحكام الشريعة الإسلامية السمحة ومبادئ العدل والمساواة. يشتمل هذا النظام على مجموعة من الأنظمة واللوائح والقرارات التي .تحدد حقوق وواجبات الأفراد .فيما يتعلق بالزواج والطلاق والحضانة والنفقة والميراث والوصية والوصاية والقوامة وغيرها من المسائل الأسرية ذات الصلة.
أولًا: الزواج من نظام الأحوال الشخصية
يعتبر الزواج عقدًا شرعيًا يهدف إلى تكوين أسرة مستقرة، تحافظ على النسل، وتقوم على المودة والرحمة بين الزوجين.
شروط الزواج وأركانه:
الشروط: تشمل أهلية الزوجين، ورضا الزوجين، وعدم وجود موانع شرعية للزواج (مثل القرابة المحرمة أو اختلاف الدين في بعض الحالات)، والحصول على موافقة الولي في زواج المرأة.
الأركان: تشمل وجود زوجين، وولي للمرأة، وشاهدين، وصيغة عقد الزواج (الإيجاب والقبول).
حقوق وواجبات الزوجين:
حقوق الزوج: القوامة (بمعنى الرعاية والتدبير)، وحق التأديب بالمعروف في حال نشوز الزوجة، والحق في المعاشرة الزوجية بالمعروف، والحق في طاعة الزوجة في المعروف.
حقوق الزوجة: المهر، والنفقة (تشمل الطعام والكسوة والسكن والعلاج)، والمعاشرة الزوجية بالمعروف، والحق في عدم الإضرار بها (قولًا أو فعلًا)، والحق في المساواة بين الزوجات في حال التعدد.
الحقوق والواجبات المشتركة: حسن المعاملة، والوفاء والإخلاص، والتعاون على تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة، وحفظ الأسرار الزوجية، والاحترام المتبادل.
المهر والجهاز:
المهر: هو المال الذي يدفعه الزوج للزوجة مقابل الزواج، وهو حق ثابت للزوجة، ويتم الاتفاق عليه بين الطرفين.
الجهاز: هو ما تحضره الزوجة معها إلى بيت الزوجية من أثاث وأدوات، وهو ملك خاص بها.
أنواع الزواج وحكم كل نوع:
الزواج الصحيح: هو الزواج الذي استوفى جميع الشروط والأركان، ويترتب عليه جميع الآثار الشرعية والقانونية.
الزواج غير الصحيح (الباطل والفاسد): الزواج الباطل هو ما اختل فيه ركن من أركان الزواج، والزواج الفاسد هو ما اختل فيه شرط من شروط الصحة. الزواج الباطل لا يترتب عليه أي أثر، أما الزواج الفاسد فيترتب عليه بعض الآثار إذا تم الدخول، ويجب فسخه بحكم القاضي.
زواج المسيار: هو زواج صحيح ظاهريًا، ولكنه يتضمن شروطًا خاصة يتفق عليها الطرفان، مثل إسقاط حق الزوجة في السكن أو النفقة. حكمه محل خلاف بين العلماء، والراجح أنه مكروه لما يترتب عليه من مفاسد.
الزواج العرفي: هو زواج يتم دون توثيق رسمي، ويعتمد على .شهادة الشهود فقط. وهو غير معترف به رسميًا في المملكة، وقد يسبب مشاكل قانونية واجتماعية.
ثانيًا: الطلاق يعد من نظام الأحوال الشخصية
الطلاق هو حل عقد الزواج، وهو أبغض الحلال عند الله، ولا يلجأ إليه إلا عند تعذر استمرار الحياة الزوجية.
أنواع الطلاق وإجراءاته:
الطلاق الرجعي: هو الطلاق الذي يحق للزوج خلاله إعادة زوجته إلى عصمته دون عقد جديد خلال فترة العدة.
الطلاق البائن: هو الطلاق الذي لا يحق للزوج. بعده إعادة زوجته إلى عصمته إلا بعقد جديد ومهر جديد ورضاها، وينقسم إلى طلاق بائن بينونة صغرى وطلاق بائن بينونة كبرى.
إجراءات الطلاق: يجب إثبات الطلاق أمام المحكمة المختصة، ولا يقع الطلاق بمجرد التلفظ به.
حقوق الزوجة المطلقة:
النفقة: تستحق الزوجة المطلقة النفقة .خلال فترة العدة في الطلاق الرجعي والبائن بينونة صغرى، وفي الطلاق البائن بينونة كبرى إذا كانت حاملًا حتى تضع حملها.
العدة: هي المدة التي تلتزم بها الزوجة بعد الطلاق قبل الزواج بآخر، وتهدف إلى التأكد من براءة الرحم وإعطاء فرصة للمراجعة.
السكن: تستحق الزوجة المطلقة السكن زخلال فترة العدة في الطلاق الرجعي .والبائن بينونة صغرى، وفي الطلاق البائن بينونة كبرى إذا كانت حاملًا حتى تضع حملها.
المؤخر: تستحق الزوجة المطلقة المؤخر المتفق عليه في عقد الزواج عند الطلاق.
الخلع وشروطه:
الخلع: هو طلاق بعوض تدفعه الزوجة للزوج مقابل الطلاق، ويشترط فيه رضا الزوجين.
شروطه: أن تكون الزوجة كارهة. للحياة الزوجية، وأن تدفع عوضًا للزوج، وأن يرضى الزوج بالخلع.
الطلاق بالتراضي:
الطلاق بالتراضي: هو طلاق يتم .باتفاق الزوجين على إنهائه، ويشترط فيه رضا الزوجين وتوافقهما على جميع الحقوق والواجبات المترتبة على الطلاق.
ثالثًا: الحضانة من نظام الأحوال الشخصية
الحضانة هي حفظ الولد وتربيته ورعايته، وهي حق مشترك للأبوين، وتثبت للأم أولًا، ثم للأب، ثم للأم ثم الجدة، ثم غيرهن من الأقارب.
شروط الحضانة وحقوق الحاضن:
شروط الحضانة: تشمل البلوغ، والعقل، والقدرة على تربية المحضون ورعايته، والأمانة، والخلو من الأمراض المعدية، وعدم الزواج بأجنبي في بعض الحالات.
حقوق الحاضن: الحق في تربية. المحضون وتوجيهه، والحق في حضانة المحضون في مكان إقامته، والحق في الحصول على مساعدة مالية (نفقة الحضانة) من المكلف بالنفقة.
حقوق المحضون:
الحق في الرؤية: يحق للأب أو الأم غير الحاضنة رؤية المحضون بانتظام، ويتم تحديد كيفية ومكان الرؤية بالاتفاق أو بحكم القاضي.
الحق في النفقة: يستحق المحضون .النفقة على أبيه، وتشمل الطعام والكسوة والسكن والعلاج والتعليم، وتستمر نفقة الأنثى حتى تتزوج، ونفقة الذكر حتى يبلغ ويقدر على الكسب.
الحق في التعليم: يحق للمحضون الحصول .على التعليم المناسب، ويشترك الأبوان في اتخاذ القرارات المتعلقة بتعليمه.
المنازعات المتعلقة بالحضانة وإجراءات حلها:
المنازعات: قد تنشأ منازعات بين الأبوين حول أحقية الحضانة، أو مكان الحضانة، أو كيفية الرؤية، أو مقدار النفقة.
إجراءات الحل: يتم حل هذه المنازعات عن طريق رفع دعوى قضائية أمام محكمة الأحوال الشخصية، وتقوم المحكمة بالنظر في القضية وإصدار الحكم المناسب بناءً على مصلحة المحضون.
رابعًا: النفقة من نظام الأحوال الشخصية
النفقة هي توفير الحاجات الأساسية للحياة، وتشمل الطعام والكسوة والسكن والعلاج والتعليم، وتجب على المكلف بها تجاه من تجب نفقتهم عليه.
أنواع النفقة:
نفقة الزوجة: تجب على الزوج لزوجته، وتشمل جميع حاجاتها الأساسية.
نفقة الأولاد: تجب على الأب لأولاده الصغار والعاجزين عن الكسب، وتستمر نفقة الأنثى حتى تتزوج، ونفقة الذكر حتى يبلغ ويقدر على الكسب.
نفقة الأقارب: تجب على الأقارب الموسرين لأقاربهم المعسرين من الأصول والفروع والحواشي المحارم، وذلك وفقًا لدرجة القرابة والإرث.
شروط استحقاق النفقة ومقدارها:
شروط استحقاق النفقة: تشمل قيام سبب الاستحقاق (كالزوجية أو القرابة)، وعجز المستحق عن الكسب، ويسار المكلف بالنفقة.
مقدار النفقة: يتم تحديد مقدار النفقة بناءً على حاجة المستحق ويسار المكلف، ويجوز للقاضي أن يحكم بزيادة النفقة أو نقصانها تبعًا لتغير الظروف.
إجراءات المطالبة بالنفقة وتنفيذها:
المطالبة بالنفقة: يتم المطالبة بالنفقة عن طريق رفع دعوى قضائية أمام محكمة الأحوال الشخصية.
تنفيذ الحكم: يتم تنفيذ الحكم الصادر بالنفقة .عن طريق إدارة التنفيذ المختصة، ولها الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحصيل النفقة من المكلف بها.
الميراث هو انتقال تركة المتوفى إلى ورثته الأحياء، وهو حق ثابت شرعًا، ويستحق به الورثة نصيبهم المحدد في الشرع.
أركان الميراث وشروطه وموانعه:
أركان الميراث: تشمل وجود مورث (المتوفى)، ووارث (الحي بعد وفاة المورث)، وحق موروث (التركة).
شروط الميراث: تشمل تحقق موت المورث حقيقة أو حكمًا، وحياة الوارث وقت وفاة المورث حقيقة أو تقديرًا، وانتفاء موانع الإرث.
موانع الإرث: تشمل قتل الوارث للمورث، واختلاف الدين (في بعض الحالات)، ورق الوارث.
الورثة المستحقون وأنصبتهم:
الورثة المستحقون: ينقسم الورثة إلى ورثة بالفرض (لهم أنصبة محددة في الشرع) وورثة بالعصبة (يستحقون ما تبقى من التركة بعد أصحاب الفروض).
الأنصبة: يتم تحديد أنصبة الورثة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتختلف حسب درجة القرابة بين الوارث والمورث وعدد الورثة.
الوصية وشروطها وحدودها:
الوصية: هي تصرف مضاف إلى ما بعد الموت، يقتضي تمليك مال أو منفعة أو تقرير حق.
شروطها: تشمل أهلية الموصي والموصى له، وأن تكون الوصية في حدود ثلث التركة.
حدودها: لا تجوز الوصية لوارث، ولا تجوز بما زاد عن ثلث التركة إلا بإجازة الورثة.
إجراءات تقسيم التركة وتوزيعها:
إثبات الوفاة وحصر الورثة: يتم إثبات الوفاة وحصر الورثة عن طريق الحصول على صك حصر الورثة من المحكمة المختصة.
تقييم التركة: يتم تقييم أصول التركة وخصومها لتحديد صافي التركة القابلة للتوزيع.
توزيع التركة: يتم توزيع التركة على الورثة المستحقين. حسب أنصبتهم الشرعية، ويمكن أن يتم التوزيع بالتراضي بين الورثة أو عن طريق المحكمة في حالة النزاع.
سادسًا: الوصاية والقوامة من نظام الأحوال الشخصية
الوصاية والقوامة ولايتان شرعيتان على من لا يستطيعون إدارة. شؤونهم بأنفسهم، كالقصّر والمجانين والمعتوهين.
شروط تعيين الوصي والقيم:
شروط تعيين الوصي: تشمل البلوغ، والعقل، والأمانة، والقدرة على إدارة شؤون المحجور عليه.
شروط تعيين القيم: تشمل البلوغ، والعقل، والأمانة، والقدرة على إدارة شؤون المحجور عليه، وأن يكون من أقارب المحجور عليه.
مهام الوصي والقيم ومسؤولياتهما:
مهام الوصي والقيم: تشمل حفظ أموال المحجور عليه وإدارتها، وتوفير حاجاته الأساسية، وتمثيله أمام الجهات الرسمية، والمحافظة على حقوقه.
مسؤولياتهما: يتحمل الوصي والقيم .مسؤولية التقصير في أداء مهامهما، ويجب عليهما تقديم حساب دوري عن إدارة أموال المحجور عليه إلى المحكمة المختصة.
إجراءات عزل الوصي والقيم:
إجراءات العزل: يتم عزل الوصي أو القيم بقرار من المحكمة المختصة، إذا ثبت تقصيرهما في أداء مهامهما، أو إذا فقد أحدهما شرطًا من شروط الأهلية.
الحقوق والواجبات الأساسية للأفراد في نظام الأحوال الشخصية:
حقوق الزوجين:
حقوق الزوج: القوامة، وحق التأديب بالمعروف، والحق في المعاشرة الزوجية، والحق في طاعة الزوجة في المعروف.
حقوق الزوجة: المهر، والنفقة، والسكن، والمعاشرة الزوجية بالمعروف، والحق في عدم الإضرار بها.
الحقوق المشتركة: حسن المعاملة، والوفاء والإخلاص، والتعاون على تربية الأبناء.
حقوق الأولاد:
الحق في النسب.
الحق في الرضاعة والحضانة.
الحق في النفقة والتعليم.
الحق في المعاملة الحسنة وعدم الإيذاء.
حقوق الوالدين:
الحق في البر والطاعة.
الحق في النفقة عند الحاجة.
الحق في الاحترام والتقدير.
حقوق الأقارب:
الحق في صلة الرحم.
الحق في الميراث.
الحق في النفقة عند الحاجة (وفقًا لدرجة القرابة).
إجراءات التقاضي في نظام الأحوال الشخصية:
رفع الدعوى: يتم رفع الدعوى أمام المحكمة المختصة (محاكم الأحوال الشخصية) عن طريق تقديم صحيفة الدعوى، ويجب أن تتضمن بيانات المدعي والمدعى عليه، وموضوع الدعوى، وطلبات المدعي، والأسانيد الشرعية والقانونية للدعوى.
تبادل المذكرات: يتم تبادل المذكرات بين أطراف الدعوى .لتقديم دفوعهم وأسانيدهم، والرد على ادعاءات الطرف الآخر.
جلسات المحكمة: تعقد المحكمة جلسات للنظر في القضية، والاستماع إلى أقوال الأطراف وشهودهم، وفحص الأدلة المقدمة، ومحاولة الصلح بين الأطراف إذا أمكن.
إصدار الحكم: بعد انتهاء المرافعة، تصدر المحكمة حكمها في القضية، ويجب أن يكون الحكم مسببًا، وأن يستند إلى الأدلة والحجج القانونية المقدمة.
تنفيذ الحكم: يتم تنفيذ الحكم الصادر. عن المحكمة عن طريق إدارة التنفيذ المختصة، ولها الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الحكم، بما في ذلك الحجز على الأموال وبيعها.
ملاحظات هامة عن نظام الأحوال الشخصية
نظام الأحوال الشخصية مستمد من الشريعة الإسلامية، ويطبق على جميع المواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية.
تختلف الإجراءات والمتطلبات التفصيلية في قضايا الأحوال الشخصية حسب نوع القضية وظروفها، ويمكن الحصول على معلومات تفصيلية. من خلال الرجوع إلى الأنظمة واللوائح ذات الصلة، أو من خلال استشارة محامي متخصص.
ينصح بالاستعانة بمحامي. متخصص في قضايا الأحوال الشخصية.لضمان الحصول على المشورة القانونية اللازمة، وحماية الحقوق، وتمثيل المصالح أمام المحكمة على أفضل وجه.
خلاصة:
يهدف نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية إلى توفير إطار قانوني شامل ومتكامل ينظم العلاقات الأسرية ويحمي حقوق جميع أفرادها، انطلاقًا من أحكام الشريعة الإسلامية. ومبادئ العدل والمساواة. إن فهم هذا النظام والإلمام بالحقوق والواجبات المقررة فيه يعتبر أمرًا ضروريًا لكل فرد في المجتمع، لضمان بناء أسرة مستقرة وآمنة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
تبي محامي خبير يجيب حقك؟ تواصل معنا الآن
